كييف تتهم موسكو بانتهاك الهدنة التي أعلنتها في عيد الفصح

كييف تتهم موسكو بانتهاك الهدنة التي أعلنتها في عيد الفصح
الحرب في أوكرانيا

 

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، روسيا بانتهاك وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو بمناسبة عيد الفصح، مؤكداً أن الهجمات الروسية تواصلت على عدة محاور من الخطوط الأمامية، جاء ذلك في الوقت الذي كانت فيه صفارات الإنذار تدوي في العاصمة كييف، بينما أصدرت القوات الجوية الأوكرانية تحذيرات من هجمات صاروخية.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن هدنة من الساعة السادسة مساء السبت حتى منتصف ليل الأحد، مشترطاً التزام كييف بالمثل، وقال بوتين إن هذه الهدنة ستكشف مدى استعداد أوكرانيا للالتزام باتفاقات والانخراط في محادثات سلام، إلا أن زيلينسكي شكك في نوايا موسكو، معتبراً أن "كل ضربة روسية ستُقابل برد مناسب" وفق فرانس برس.

تصعيد في خيرسون وهجمات بمسيّرات

شهدت منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا تصعيداً جديداً، إذ أعلن الحاكم أولكسندر بروكودين عن هجمات روسية بطائرات مسيّرة أسفرت عن حريق في مبنى سكني، تلتها ضربات أخرى استهدفت قريتين، وأشار إلى أن التهدئة لم تتحقق على الأرض رغم الإعلان الروسي، فيما استمرت التحذيرات من غارات في مناطق الشرق الأوكراني.

وأعرب جنود أوكرانيون في منطقة كراماتورسك عن انعدام ثقتهم بالهدنة الروسية، وقال أحدهم، دميتري، إن "بوتين يستطيع أن يتظاهر بالإنسانية، لكننا نعرف حقيقته"، واصفًا الرئيس الروسي بأنه "شيطاني وقاتل"، كما أشار عسكريون إلى أن الهدنة لن تغيّر شيئًا على الأرض، بل تمنح روسيا غطاءً مؤقتًا للمناورة.

ليست هذه المرة الأولى التي تفشل فيها محاولات الهدنة بين الطرفين. ففي أبريل 2022 رفضت روسيا مبادرة أطلقتها الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، معتبرة أنها تمنح القوات الأوكرانية وقتاً لإعادة تنظيم صفوفها. كما رفضت كييف هدنة روسية في عيد الميلاد عام 2023 ووصفتها بأنها "فخ".

الحرب الروسية الأوكرانية

اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا غزواً واسع النطاق على أوكرانيا، في تصعيد غير مسبوق للنزاع الذي بدأ فعلياً عام 2014 عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعمها لانفصاليين في شرق أوكرانيا.

بررت موسكو الغزو بالحاجة إلى "نزع سلاح أوكرانيا" و"منع تهديدات الناتو"، وادعت الدفاع عن السكان الناطقين بالروسية في دونباس، وهي ذرائع رفضتها كييف والمجتمع الدولي، وعدّتها ستاراً لأطماع توسعية.

أدان الغرب الغزو على نطاق واسع، وفرض حِزمًا غير مسبوقة من العقوبات على روسيا، مع دعم أوكرانيا بالسلاح والمال والمساعدات الإنسانية، دون تدخل مباشر في القتال.

شهدت الحرب مراحل مختلفة من التقدم والتراجع لكلا الجانبين، إذ تمكنت أوكرانيا في عدة هجمات مضادة من استعادة أجزاء من أراضيها، فيما واصلت روسيا استهداف البنية التحتية المدنية، وقد طال أمد الحرب ودخلت حالة من الجمود النسبي في بعض الجبهات.

أدت الحرب إلى أزمة إنسانية كبيرة، إذ شردت الملايين وأثرت في إمدادات الغذاء والطاقة عالمياً، كما فاقمت من حدة الاستقطاب الجيوسياسي، وأعادت تشكيل سياسات الأمن والدفاع في أوروبا والعالم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية